ذاكرة متجدّدة: قصة المغاربة في فيتنام بعد حرب الهند الصينية

تتجدّد ذكرى معركة تصارع النسيان… قصة مغاربة شاركوا في المعارك إلى جانب الجيش الفرنسي واستقروا في فيتنام، تحمل معها الكثير من الحنين والذكريات. تبدو الحياة مليئة بالشتات العاطفي والذهني بالنسبة لهؤلاء المغاربة الذين قرروا الاستقرار في فيتنام بعد انتهاء حرب الهند الصينية. بالرغم من أنهم وصلوا حاملين السلاح للمشاركة في الصراعات إلى جانب الجيش الفرنسي، إلا أنهم عندما انتهت الحروب، اختاروا البقاء في هذا البلد الآسيوي بدل العودة إلى بلدانهم البعيدة جغرافياً.

بعد مرور 70 عاماً على نهاية الحرب، لا يزال وطنهم قريبًا جدًا في ذاكرتهم، ويتمسكون بشدة بالحديث عنه وبنقل هذه الذاكرة لأبنائهم، بل يشجعونهم على استكشافه وتجديده.

أحداث حرب الهند الصينية التي وقعت بين عامي 1947 و1954، تعود إلى الذاكرة المغاربية بشكل عام، وبشكل خاص إلى التحاق العديد من أبناء المغرب العربي بالجيش الفرنسي في تلك المناطق.

بعد الحروب، اختارت مجموعة من المحاربين المغاربة البقاء في فيتنام، حيث بدأوا حياة جديدة مليئة بالحنين والذكريات، وخاضوا معركة جديدة بين الانتماء لوطنهم الأصلي والاستقرار في بلدٍ جديدٍ. عبر الزمن، بقيت قصصهم وتفانيهم محفورة في الذاكرة، ويحملون شاهداً على تاريخهم الفعلي والمنسي.

تحمل قصة توان بينه، الذي فقد والده في تلك الحروب، العديد من الأبعاد والغموض، وتبرز معاناة الأسر المتأثرة بالصراعات والتشتت العائلي. رغم العقبات الإدارية، نجح في الحصول على جواز سفر مغربي له ولأبنائه، ورغب في ترك بصمتهم في التاريخ من خلال البقاء متمسكين بأصولهم وفخرهم بتاريخهم.

تظل هذه القصة وغيرها تجلّيًا لجوانب مختلفة من الحروب التي لا تزال تؤثر على الذاكرة الفيتنامية والفرنسية، وتجسّد قصص الصراع والبقاء والتلاحم في وجه التحديات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد