النفق البحري بين المغرب وإسبانيا: جسر حضاري يعزز التعاون بين أوروبا وإفريقيا
مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا يمثل نقلة نوعية في تاريخ التعاون بين أوروبا وإفريقيا. يهدف إلى إنشاء ممر تحت مضيق جبل طارق يربط بين طنجة وطريفة، بطول يقارب 40 كيلومترًا، مما سيسهم في تعزيز حركة النقل والتجارة بين القارتين.
يتوقع أن يغير هذا المشروع المشهد الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، حيث سيوفر وسيلة نقل حديثة وسريعة تقلل من الاعتماد على النقل البحري التقليدي، مع فتح آفاق جديدة للاستثمار وتعزيز التبادل الثقافي. سيتيح النفق أيضًا فرصًا لتقوية الشراكات الاقتصادية وتنويع طرق التجارة، مما يعكس رؤية طموحة للمستقبل.
على المستوى التقني، يرتكز المشروع على استخدام تقنيات متطورة لضمان سلامة الإنشاء في منطقة ذات طبيعة جيولوجية معقدة. يضم التصميم المقترح مسارات للقطارات فائقة السرعة، بالإضافة إلى ممرات مخصصة للطوارئ والصيانة. ومع ذلك، تواجه هذه المبادرة تحديات تتعلق بالتكلفة المالية الضخمة والحاجة إلى مراعاة الاعتبارات البيئية.
حاليًا، هناك عدة شركات تعمل على دراسة المشروع وتنفيذه، أبرزها شركة “أوديكس”، وهي شركة هندسية متخصصة في تصميم البنية التحتية المعقدة التي تعمل على التقييمات الجيولوجية والهندسية. إضافة إلى ذلك، شركة “سي سي دي إنجينيرينغ” الإسبانية التي تشارك في دراسة تأثير المشروع على البيئة وتصميم أنظمة النقل. أيضًا، تعمل “كوزمو كونستركشن” على دراسة تقنيات الحفر اللازمة عبر الجبال تحت البحر.
إذا تم إنجاز المشروع وفق الخطط المرسومة، فسيصبح جسرًا حضاريًا يربط بين قارتين، ويعزز دور المغرب كبوابة لإفريقيا نحو أوروبا، مما يعزز مكانته في الخريطة العالمية للتنمية والتعاون الدولي.
علي تستاوت خبير في الهندسة المدنية والبناء، سياسي، ورائد أعمال.