حين يحجب الغباءُ هلالَ العيد: بين وهم التسلح وغفلة استغلال الأرض

وأنا أحاول التطلع إلى الأفق لإستشراف هلال شوال حجبت عني الرؤيا أسراب طائرات السوخوي 35  من الجيل الرابع التي بيعت للجزائر على أساس أنها من الجيل الخامس بعد فشل صفقة مصر التي أفشلها  قانون مكافحة أعداء أمريكا ( CAATS) ،  وطائرات الرفال الفرنسية والشبح الأمريكية وسباق التسلح المحموم لإمتلاك الأجواء، وفي ختام الشهر الفضيل ومع توالي سنوات الجفاف وندرة المياه التي تهيمن على المنطقة في الوقت الذي تعوم الصحراء الجزائرية على أكبر خزان للمياه الجوفية في العالم وقد تكون ميزانية إستغلاله وتنمية منطقة شمال إفريقيا إقتصاديا، بيئيا، تقنيا وسياسيا  لا ترقى ألى مايصرف على السماء في إهمال للأرض ومن يسكنها.  وأنا أحاول فهم الطبيعة البشرية وما يتحكم فيها وجدتني أستعين بالمفكر الإيطالي  ودراسته لأنواع البشر
حيث أن من أنواع الجنس البشري عند كارلو شيبولا:
الغبي الذي قد يدمر العالم فقط… لأنه غبي

كارلو شيبولا، المؤرخ والمفكر الاقتصادي الإيطالي، قدم واحدة من أكثر النظريات الاجتماعية إثارة وتأملًا في كتابه القصير والساخر “القوانين الأساسية للغباء البشري”. في هذا الكتاب، يقسم شيبولا البشر إلى أربع فئات رئيسية بناءً على تأثير أفعالهم على أنفسهم وعلى الآخرين:

الذكي: هو من تنعكس أفعاله بشكل إيجابي عليه وعلى الآخرين.

الشرير: هو من يكسب على حساب خسارة الآخرين.

العاجز (الساذج): هو من يتصرف بطريقة تعود بالنفع على الآخرين وتسبب له الخسارة.

الغبي: هو من يسبب الخسارة لنفسه وللآخرين، من دون أي مكسب، وغالبًا من دون هدف واضح.

شيبولا يرى أن الغبي هو الأخطر بينهم جميعًا، ليس لأنه شرير، بل لأنه غير متوقع، وغير عقلاني، وغير منطقي. فبينما يمكن فهم الشرير والتعامل معه، فإن الغبي يُحدث الضرر فقط من أجل الضرر. قد يدمر مؤسسة ناجحة، أو يخرّب علاقات إنسانية، أو ينشر الإشاعات، أو يُعطل أنظمة كاملة فقط لأنه لا يدرك عواقب أفعاله، أو ربما لأنه لا يهتم.

كيف يمكن للغبي أن يدمر العالم؟
الخطورة الحقيقية للغبي تكمن في أنه لا يحتاج إلى دافع. هو لا يسعى لمصلحة شخصية أو حتى للشر. هو ببساطة يفعل ما يفعله، غير واعٍ أن فعله سيء أو مدمر. وهذا ما يجعل محاربته صعبة، لأنه لا يمكن التنبؤ به أو التفاوض معه أو حتى معاقبته بشكل رادع.

الغبي لا يُقنع بالحجة، ولا يرتدع بالتجربة، وغالبًا لا يشعر بالخجل من أفعاله. ومع ازدياد عدد الأغبياء في مواقع القرار، أو في مواقع التأثير، يصبح خطرهم مضاعفًا. قراراتهم العشوائية قد تؤدي إلى أزمات اقتصادية، حروب عبثية، خراب بيئي، وحتى انهيار حضارات.

لماذا لم ننجُ بعد؟
رغم وجود هذا النوع منذ فجر التاريخ، إلا أن المجتمعات نجت أحيانًا بفضل توازن القوى: وجود العقلاء، وتكاتف الأذكياء، وحتى بعض الأشرار الذين يتدخلون لحماية مصالحهم. لكن في عالم اليوم، حيث وسائل الإعلام ترفع من صوت الأغبياء، وتمنحهم منابر، يصبح من الضروري أن نكون أكثر وعيًا بوجودهم، وأن نحاول الحد من تأثيرهم لا عن طريق مواجهتهم مباشرة، بل بتحصين المجتمع ضد نتائج أفعالهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد