المغرب يؤكد التزامه بحماية التراث الثقافي ضد محاولات السطو الدولية
في جلسة عمومية بمجلس النواب اليوم الإثنين، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، على أهمية حماية التراث الثقافي غير المادي للمغرب، مشدداً على أنه يشكل جزءاً أساسياً من الهوية المغربية. وقال بنسعيد إن الدفاع عن التراث الثقافي المغربي يُعتبر أولوية وطنية يجب أن يتضافر فيها الجميع، من الدولة إلى المجتمع المدني.
وأشار الوزير إلى أن جلالة الملك محمد السادس كان قد أكد في رسالته للمشاركين في لجنة اليونيسكو أن حماية التراث الثقافي يجب أن تكون أولوية في العلاقات الدولية، وأنه يجب التصدي لمحاولات الاستيلاء غير المشروع على التراث. وأضاف بنسعيد أنه في إطار هذه الرؤية الملكية، تم اتخاذ عدة خطوات لحماية التراث، مثل مأسسة “la belle maroc” للتصدي للاستعمال غير المشروع للتراث المغربي، بالإضافة إلى بدء نقاش مع المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية لتعزيز التعاون في هذا المجال.
كما أوضح بنسعيد أن المغرب سجل 13 عنصراً من التراث الثقافي غير المادي لدى اليونيسكو، وآخرها الملحون، بينما سيعمل على تسجيل القفطان المغربي كعنصر ثقافي خلال سنة 2025. وأكد الوزير أن الحكومة بصدد تقديم مشروع قانون لحماية التراث أمام البرلمان في الأسابيع المقبلة.
في سياق محاولات السطو على التراث، ذكر بنسعيد أن آخر محاولة كانت خلال اجتماع لجنة اليونيسكو في باراغواي، حيث تمكن المغرب من إفشال محاولات إدخال صورة القفطان المغربي في ملف دولة أجنبية، مشيراً إلى أن ذلك يتعارض مع أهداف اتفاقية اليونيسكو لعام 2003. كما شدد على أن الثقافة جزء من السيادة الوطنية ويجب أن تُدافع عنها جميع الأطراف السياسية.
وختم بنسعيد بأن المعركة لحماية التراث الثقافي ليست محصورة بالحكومة، بل هي معركة مشتركة بين جميع المغاربة في الداخل والخارج، وأنهم سيواصلون التصدي لمحاولات السطو على التراث حتى بعد مغادرة الحكومة.