المطارات المغربية: بوابة التنمية المستدامة
تعتبر المطارات المغربية إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، بفضل دورها المحوري في ربط المغرب بالعالم وتعزيز التجارة والسياحة. مع موقعه الاستراتيجي كبوابة بين أوروبا وأفريقيا، شهد قطاع الطيران في المغرب تطورًا كبيرًا خلال العقود الأخيرة، ما جعل المطارات الوطنية مراكز لوجستية وتكنولوجية مهمة في المنطقة.
رغم أهمية وسائل النقل البرية والبحرية، تتميز المطارات بقدرتها على تحقيق الربط السريع والفعال على المستوى الدولي، ما يجعلها أداة أساسية لجذب الاستثمار وتشجيع السياحة. كما تُعتبر المطارات من بين البنيات التحتية التي تتماشى مع متطلبات الاقتصاد الحديث، حيث تسهل التنقل السريع للبضائع والمسافرين على نطاق واسع، مقارنة بوسائل النقل التقليدية.
في إطار رؤية 2030، يركز المغرب على تطوير بنيته التحتية الجوية من خلال مشاريع جديدة. من أبرزها توسعة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بهدف رفع طاقته الاستيعابية من 14 مليون مسافر سنويًا حاليًا إلى 25 مليون مسافر بحلول 2035. يشهد مطار الرباط-سلا توسعات لتحسين الخدمات وزيادة طاقته الاستيعابية، ليصبح أكثر توافقًا مع دوره الإداري والسياسي. كما يبرز مطار مراكش-المنارة، الذي حصد جوائز عالمية بفضل تصميمه المبتكر، والذي يستقبل أكثر من 6 ملايين مسافر سنويًا.
مطار أكادير-المسيرة يمثل بوابة الجنوب، حيث يسهم في تعزيز النشاط السياحي في المنطقة، ويُعد من بين المطارات التي تشهد مشاريع لتحسين المرافق وتطوير الأنظمة الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المغرب على إنشاء مطار جديد بمدينة الداخلة بتكلفة 1.2 مليار درهم، يهدف إلى تعزيز ربط الأقاليم الجنوبية بالمحاور الاقتصادية العالمية. وفي شمال البلاد، يتم العمل على مشروع مطار تطوان الدولي لدعم الحركة السياحية والتجارية المتزايدة.
تعتمد استراتيجية المغرب على تعزيز الجانب البيئي في تطوير المطارات، من خلال إنشاء محطات لتوليد الطاقة الشمسية بالمطارات الكبرى، تحسين إدارة المياه والحد من الانبعاثات الكربونية في المنشآت الجوية، وتشجيع الطيران الأخضر عبر التعاون مع شركات الطيران الدولية.
تساهم هذه الجهود في تحقيق توازن بين تعزيز الاقتصاد الوطني وحماية البيئة، مما يجعل المطارات المغربية رافعة رئيسية للتنمية المستدامة.
علي تستاوت مقاول وخبير في الهندسة المدنية والبنية التحتية.