احتقان داخلي في مخيمات تندوف وهيمنة قبَلية تهدد الاستقرار في الصحراء
تشهد مخيمات تندوف حالة من الغليان الشعبي والاحتجاجات غير المسبوقة، نتيجة تراكمات من التهميش والإقصاء دامت لأكثر من نصف قرن. هذه التحركات الداخلية تعكس حجم التناقض بين شعارات “جبهة البوليساريو” الثورية التي أسست للحركة الإنفصالية وواقع يعيش فيه الصحراويون تحت هيمنة قبلية ضيقة.
ففي قلب هذه الهيمنة، تبرز قبيلة بعينها بسطت سيطرتها المطلقة على مفاصل المخيمات، وهو ما أكده كل الملتحقين بأرض الوطن في إطار ” إن الوطن غفور رحيم ” او ما تجود بيه علينا من تسريبات العالم الإفتراضي في ظل الخناق والتضييق الممارس على المحتجزين في ميخمات الذل بتندوف. بينما تُقصى باقي القبائل من المشاركة في القرار أو الاستفادة من الإعانات الدولية، كما جاء على لسان ” الصاروخ” أحمد محمد خر في حديثه الرمضاني الذي أكد فيه أن القبلية قنبلة موقوتة يدفع ضريبتها الآن أبناء قبائل تكنا وقد تسفر عن إنفجار من الداخل في المخيمات، وإذا كانت المناسبة شرط فإني ومن حسي الوطني أطالب المسؤولين بتغطية المجال الجغرافي للمخيمات بخدمات الاتصالات مجانا حتى يتسنى الإطلاع على أوضاغ إخوننا خلف الأصوار الإفتراضية .
وجدير بالإشارة أنه في الجانب المغربي، يتولى أبناء نفس القبيلة وبمنهج شمولي مناصب حساسة، أبرزها رئاسة مجلس النواب، رئاسة جهة العيون الساقية الحمراء، عمودية العيون، وعدة مناصب برلمانية وتنفيذية، مما يكرّس نوعًا من احتكار القرار داخل الإقليم، قد يولّد مستقبلاً حالة من التذمّر بين باقي المكونات الاجتماعية، ما لم تُعالج الأمور بحكمة وتوازن.
ورغم هذا الاحتقان، تواصل الدبلوماسية المغربية تحقيق تقدم لافت في ملف الصحراء، عبر توسيع دائرة الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي. وقد أكدت الخارجية الأمريكية في أكثر من مناسبة أن هذا المقترح يمثل “الحل الوحيد الجاد وذي المصداقية”، ما يعزز موقف المغرب على الساحة الدولية.
لكن، في المقابل، تبقى المعادلة الداخلية في حاجة ماسة إلى توازن اجتماعي وتمثيلية عادلة، لتفادي ارتدادات محتملة قد تؤثر على الاستقرار السياسي والإجماع الوطني داخل الأقاليم الجنوبية للصحراء الغربية المغربية.