مستقبل العلاقات الفرنسية مع الجزائر والمغرب في ظل صعود اليمين المتطرف
تتجه أنظار دول شمال إفريقيا، خاصة الجزائر والمغرب، نحو نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة التي ستجرى جولتها الثانية الأحد المقبل. يترقب المحللون كيف سيؤثر صعود اليمين المتطرف على العلاقات مع هذه الدول التي تربطها بفرنسا روابط تاريخية واجتماعية متينة.
ترقب في الجزائر
تشعر الجزائر بقلق بالغ إزاء نتائج هذه الانتخابات، نظرًا للإرث السياسي والتاريخي الذي يجمعها بفرنسا، خاصة في ملفي الذاكرة والحركى. يرى الباحث إبراهيم أومنصور، مدير المرصد المغاربي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس، أن اليمين المتطرف الفرنسي قد يتبنى سياسات متشددة تجاه الهجرة، مما سيؤثر بشكل مباشر على الجالية الجزائرية الكبيرة في فرنسا.
وأوضح أومنصور أن السيناريوهات المحتملة تشمل ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وتفكيك اتفاقيات 1968 بين البلدين، مما قد يدفع الجزائر لاتخاذ إجراءات انتقامية مثل وقف شراء بعض المواد الأساسية من فرنسا. وفي حالة تبني موقف أكثر واقعية، ستظل الجزائر حذرة في مراقبة تطور سياسات اليمين المتطرف.
استعداد المغرب للحوار
على الجانب الآخر، يبدو المغرب مستعدًا للتعامل مع أي نتيجة تفرزها الانتخابات الفرنسية. وفقًا لمحمد بودن، الخبير المغربي في الشؤون الدولية المعاصرة، فإن المغرب يحافظ على موقف منفتح ومستعد للحوار مع أي مكون سياسي فرنسي يصل إلى السلطة. يعتقد بودن أن اليمين المتطرف، إذا وصل إلى الحكم، قد يتجه إلى تعديل بعض السياسات المتعلقة بالهجرة، ولكن ذلك سيتطلب تدرجًا وتوجيه خطاب يطمئن مختلف الشركاء.
التغيرات الأوروبية وتأثيرها
يشير المحللون إلى أن المشهد السياسي في أوروبا قد تغير بشكل كبير مع صعود أحزاب اليمين المتطرف في عدة دول، مثل إيطاليا والمجر وكرواتيا. يتساءل المحللون إذا ما كان اليمين المتطرف الفرنسي سيحذو حذو هذه الأحزاب في بناء علاقات جديدة مع دول شمال إفريقيا.
التحليل النهائي
بينما يستعد المغرب للتكيف مع أي تغيرات سياسية في فرنسا، تتخذ الجزائر موقفًا أكثر حذرًا نظرًا للتاريخ الطويل والمعقد بين البلدين. يبقى السؤال الأهم هو كيف ستتعامل فرنسا في حال وصول اليمين المتطرف للسلطة مع الدول المغاربية، وهل ستؤثر هذه التغيرات على العلاقات الاقتصادية والسياسية بشكل كبير؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في رسم خريطة العلاقات المستقبلية بين فرنسا ودول شمال إفريقيا.