ملتقى ثقافي وفني بالجديدة احتفاء بفنون القول
احتضنت مدينة الجديدة خلال الأسبوع المنصرم، حدثا ثقافيا وفنيا بارزا بمسرح الحي البرتغالي، “ملتقى الذاكرة والشعر والزجل والموشح “، نظمته الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة، ويأتي هذا الحدث ليجسد رؤية متجددة في استعادة الذاكرة الجماعية من خلال تلاقح فنون الحكي والشعر والزجل والسماع الصوفي.
ويعتبر هذا الملتقى الذي يجمع بين الحكي والشعر والزجل والموشح، بمثابة تجربة غنية وثرية، تبرز تنوعا في الابداع في فنون الكلام، ويعد فرصة نادرة لعشاق الآدب والفنون التقليدية للتعرف على ألوان ثقافية وفنية متباينة، تمثل جزءا من التراث المغربي، وفضاء للحوار والتبادل الثقافي بين الاجيال، ويساهم في ترسيخ تقاليد ثقافية تعزز الهوية المحلية، وتعزيز الإرث الغني لمنطقة دكالة.
والملتقى يعد تجربة فريدة تسترجع محطات تاريخية من ذاكرة المنطقة، تناوب على سردها في رحلة عبر الزمن، الباحث والشاعر سعيد عاهد والصحفي عبد الله غيتومي، كما تميز الملتقى بقراءات شعرية احياها شاعر دكالة سعيد التاشفيني، إلى جانب لحظات زجلية قدمها الزجال عبد الاله المتوكل، في تمازج فني يعكس غنى وتنوع التعبيرات الأدبية في المنطقة، واضفى على الامسية صوت المنشد عبد اللطيف تيسة لمسة موسيقية روحية، اطرب جمهوره بباقة من الموشحات الخالدة، المستوحاة من أرقى ألبومات السماع والمديح.
وأشرف الدكتور إدريس المرابط على تقديم هذه الأمسية الثقافية، بينما تولى الباحث والمترجم سعيد عاهد مهمة التسيير، بأسلوب احترافي يجمع بين المعرفة و التفاعل مع الجمهور، ما يعكس حرص المنظمين على تقديم محتوى غني ومتنوع، حيت أن تجربة الجمع بين الحكي والشعر والزجل والموشح، هي مبادرة مهمة استحسنها جمهور الثقافة والفن، مؤكدين على أهمية مثل هذه المبادرات في الحفاظ على التراث الثقافي والفني.