مجلس الجالية المغربية يناقش تحولات الأدب المغربي في الهجرة

استضاف رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج على هامش المعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي احتضنته مدينة الرباط خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 19 ماي الجاري، كلا من الأستاذة سناء غواتي مديرة مختبر أبحاث الآداب والفنون والهندسة التربوية بجامعة ابن طفيل، والأستاذ مصطفى بن الشيخ أستاذ الآداب وعميد سابق، لتأثيث حلقة نقاش حول موضوع “تجربة الهجرة الأوروبية عبر الأعمال الروائية: تقاطعات التجارب والذكريات”. أدار الحلقة الأدبية الأستاذ فريد العسري عميد كلية العلوم الاجتماعية بالجامعة الدولية بالرباط.

الجلسة عرفت مناقشة مجموعة من الموضوعات المرتبطة بنشأة وبداية الأدب المغاربي باللغة الفرنسية، وأهم مراحل تشكله، والقضايا التي رافقت كتاباته، بداية من معالجة موضوعات الهوية والتفكير في الذات التي تميزت بها أعمال الرواد كالشرايبي والصفريوي وبعدهم اللعبي والخطيبي، وصولا إلى بروز كتاب وكاتبات من الأجيال الجديدة التي تتميز كتاباتهم بنوع من التحرر والجرأة وطريقة تعبير مختلفة.

وخلال تقديمه لأرضية النقاش ومختلف محاوره، توقف الأستاذ فريد العسري عند أهمية الرواية في تشكيل الذاكرة، خصوصا بالنسبة إلى الكتاب المغاربة المنحدرين من الهجرة المغربية إلى أوروبا، والخصوصيات التي تحملها أعمالهم. وفي نفس السياق، يرى الأستاذ مصطفى بن الشيخ أن الكتابة في الهجرة هي في حد ذاتها هجرة، لأن التعبير يكون بلغة ليست اللغة الأم، ويتم التعبير عن مسارات مختلفة، مستدركا بأن الرواية الجديدة هي أكثر انفتاحا ولها بعد كوني، ولا يمكن حصرها في قالب نظري واحد، داعيا النقاد إلى البحث عن هؤلاء الكتاب الجدد، وعدم البقاء في الأشكال النمطية.

أما الأستاذة سناء غواتي فترى بأن إبداعات مغاربة العالم، القادمة من أوروبا على وجه التحديد، ستمكن من إثراء الثقافة المغربية والأدب المغربي المحلي، لأن هؤلاء الكتاب يتحدثون عن إشكاليات جديدة تجعلنا أمام أدب كوني. وبنظرة ملؤها التفاؤل، عبر الأستاذ بن الشيخ عن تفاؤله بالأجيال الجديدة من الكتاب الذين ولدوا بأوروبا، وتتميز لغتهم بلون جديد وتحمل بصمات هواياتية.

من جهة أخرى، فتح الأستاذ فريد العسري النقاش خلال هذه الجلسة حول محور آخر مرتبط بتطور الكتاب المغاربة في أوروبا، وبروز إنتاجات أدبية مهمة للأجيال الجديدة من الكتاب المنتمين إلى الهجرة. وفي هذا المحور، اعتبرت الأستاذة سناء غواتي أن الكتاب المغاربة الشباب والكاتبات الشابات في أوروبا لهم أشكال تعبير جديدة ونماذج إبداعية في الهجرة، مبرزة أن لهؤلاء الكتاب رؤية منفتحة، وينهلون من الآداب العالمية وبالتالي الأدب المغربي في الهجرة يسير في الطريق الصحيح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد