فرنسا تشن حملات ضد “مؤثرين” جزائريين على خلفية تحريضهم على العنف
مجلة الجالية
تشهد العلاقات بين فرنسا والجزائر توترات جديدة في الآونة الأخيرة، وذلك على خلفية توقيف السلطات الفرنسية لعدد من “المؤثرين” الجزائريين للاشتباه في نشرهم رسائل تحرض على العنف والكراهية ضد معارضي النظام الجزائري، وتدعو لارتكاب أعمال عنف في فرنسا.
وقد أوقف مؤثر جزائري يدعى “بوعلام” في مدينة مونبلييه الفرنسية، حيث تم ترحيله إلى الجزائر بعد أن ألغي تصريح إقامته، وذلك على خلفية اتهامه بالدعوة إلى تعذيب معارضين للنظام الجزائري. كما تم توقيف مؤثر آخر في منطقة غرونوبل، بعد نشره مقاطع تحرض على العنف، بالإضافة إلى اعتقال “مؤثرة” فرنسية جزائرية بسبب محتوى تحريضي على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، اتهم بعض المعارضين الجزائريين السلطات الجزائرية بالوقوف وراء هذه الظاهرة، مشيرين إلى أن مؤثرين جزائريين، بما في ذلك “يوسف. أ” الذي كان لديه أكثر من 400 ألف متابع على “تيك توك”، نشروا رسائل معادية على الإنترنت، وهو ما أثار ردود فعل قوية في وسائل الإعلام والمجتمع المدني في الجزائر وفرنسا.
من جهة أخرى، تصاعدت التوترات الدبلوماسية بين البلدين بسبب تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول نزاع الصحراء، حيث أعرب عن دعم فرنسا لموقف المغرب بشأن الصحراء الغربية. هذا الموقف فاقم التوتر مع الجزائر التي لم تقيم علاقات دبلوماسية مع المغرب منذ عام 2021، واعتبرت الجزائر أن هذه التصريحات تمثل “خيانة”.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل السلطات الجزائرية احتجاز الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي تعرض لانتقادات بسبب تصريحاته حول النزاع بين الجزائر والمغرب، مما أثار غضب الحكومة الفرنسية التي طالبت بالإفراج عنه بسبب وضعه الصحي. هذه القضية أضافت مزيدًا من التوتر بين البلدين، حيث اعتبرت الجزائر أن تدخل فرنسا في هذا الشأن يعد “تدخلاً سافرًا في شؤونها الداخلية”.
وفيما يخص العلاقات الثنائية بين فرنسا والجزائر، يرى بعض المحللين أن التوترات الحالية قد تدفع بالعلاقات بين البلدين إلى “نقطة اللاعودة”، مشيرين إلى أن التصريحات القاسية من الجانبين قد تعزز من الدعوات للقطيعة التامة، رغم وجود علاقات اقتصادية وأمنية متينة بينهما.