المغرب بين الصين وأمريكا: دبلوماسية متوازنة في ظل التنافس الجيو-سياسي

في وقت تتصاعد فيه حدة التنافس الجيو-سياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، يجد المغرب نفسه في موقع استراتيجي يمكّنه من إدارة علاقاته مع القوتين العظميين بحنكة وذكاء. فبينما يعزز علاقاته التقليدية مع الولايات المتحدة وأوروبا، يسعى أيضًا إلى توسيع آفاق التعاون مع الصين، خاصة في مجالات الاستثمار والبنية التحتية.

تعكس هذه الاستراتيجية الدبلوماسية المغربية، التي تعتمد على تنويع الشركاء والاحتفاظ بالاستقلالية، رؤية تهدف إلى تعزيز المصالح الوطنية للمغرب في إطار دوره كفاعل إقليمي ودولي. وبالرغم من التوترات المتزايدة بين واشنطن وبكين، يحرص المغرب على تعزيز تعاون متوازن مع كلا الطرفين، بما يتماشى مع أولويات اقتصادية وسياسية واضحة.

من جهته، أكد حسن رامو، أستاذ الجغرافيا بجامعة محمد الخامس، أن الدبلوماسية المغربية تستمر في العمل على الحفاظ على علاقات جيدة ومربحة مع كل من الولايات المتحدة والصين، مشيرًا إلى أن المغرب يتبنى سياسة خارجية حكيمة تعزز مكانته في السياسة الدولية. وأشار إلى أن التعاون مع الولايات المتحدة يركز بشكل رئيسي على الأمن ومحاربة الإرهاب في المنطقة، بينما يبرز التعاون مع الصين في مجالات التجارة والاستثمار، خاصة في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وفيما يتعلق بسياسة المغرب مع القوى الكبرى، يرى عبد العالي بنلياس، أستاذ العلوم السياسية، أن المغرب يظل بعيدًا عن الانخراط في التوترات الجيو-استراتيجية بين الصين وأمريكا. ويعتمد المغرب على سياسة توازن تضمن احترام المصالح المشتركة مع جميع الأطراف، مع الحفاظ على سيادته ووحدته الترابية.

تسعى المملكة من خلال هذه الدبلوماسية المتوازنة إلى تعزيز موقعها على الساحة الدولية، مستفيدة من علاقاتها المتنوعة مع مختلف القوى الكبرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد