السياسة الثقافية ..تحديات وٱفاق.. موضوع يوم دراسي بالرباط
نظم متحف بنك المغرب بشراكة مع الجمعية المغربية للسياسات العمومية، و” ماستر الهندسة الثقافية والفنية” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن امسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ومؤسسة فريدريش ناومان ـ المغرب، يوما دراسيا تحت عنوان ” السياسة الثقافية في المغرب .. الوضع الراهن ، التحديات والٱفاق “, ويهدف هذا اللقاء حسب بلاغ المنظمين إلى مناقشة أسس وتحديات السياسات الثقافية في المغرب ، من خلال مقاربات متعددة تجمع بين باحثين وفنانين، وفاعلين مؤسساتيين ، وأطر من المجتمع المدني.
وفي كلمة افتتاح اللقاء الدراسي ، أكد رشدي البرنوصي مدير متاحف بنك المغرب، أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه السياسات الثقافية اليوم، يتمثل في ضمان وصول الثقافة إلى جميع فئات المجتمع، خاصة الفئات التي تعاني الاقصاء الجغرافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، وأشار إلى أن المتاحف مطالبة اليوم بإعادة التفكير. في أدوارها، وتطوير استراتيجيات جديدة لتعزيز تأثيرها الاجتماعي والفكري.
وأوضح البرنوصي أن هذا اللقاء يعد فرصة من أجل تبادل الاراء بشأن السياسات الثقافية في المغرب، وفتح نقاشات وطرح مجموعة من التساؤلات الكفيلة بالنهوض بالقطاع، وأن دمقرطة الثقافة اليوم من بين المحاور الرئيسية ضمن اهتمامات السياسات الثقافية في المغرب، وشدد على تطويرها وجعلها متاحة للجميع.
وأبرز جمال حطابي رئيس الجمعية المغربية للسياسات العمومية، أن تنظيم اللقاء الدراسي يأتي في سياق وطني ودولي باعتبار الثقافة رافعة مهمة للتنمية، مضيفا أنه تم العمل على تبادل الافكار، خاصة أن المشهد الثقافي يطرح العديد من التساؤلات الرامية إلى تحقيق التطور، وشدد على أن الثقافة لم تعد. ترفا، بل أصبحت ركيزة أساسية لهوية المجتمع، مشيرا إلى أهمية الدبلوماسية الثقافية في تعزيز مكانة المغرب عالميا، كما أكد على ضرورة وضع سياسات عمومية تحفيزية لحماية التراث الثقافي، المادي واللامادي، من خلال قوانين وٱليات مؤسساتية فعالة.
واعتبر عبد القادر غونغاي منسق ماستر الهندسة الثقافية والفنية، أن الثقافة أصبحت عنصرا أساسيا في جميع المخططات التنموية، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، وأن المغرب يتمتع بإرث حضاري وثقافي وفني فريد، يجعله في مكانة متميزة داخل المشهد الثقافي العالمي.
أما سيباستيان فاغت مدير مؤسسة فريدريش ناومان بالمغرب، فقد أكد أن السياسات الثقافية، تلعب دورا محوريا ليس فقط على المستوى الاقتصادي، ولكن أيضا في تعزيز الحوار والديمقراطية داخل المجتمعات.
وتناولت النقاشات خلال هذا اللقاء الدراسي، الذي يأتي في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية، أسس وتحديات السياسات الثقافية بالمغرب، وتطرقت إلى محورين رئيسيين، أولهما يهم أسس ورهانات السياسات الثقافية، من خلال دراسة جذورها التاريخية و المؤسساتية ودورها في بناء المواطنة، إضافة إلى مكانة الحقوق الثقافية داخل المجتمع المغربي، أما المحور الثاني فقد سلط الضوء على مجالات تطبيق السياسة الثقافية، مع التركيز على المسرح والكتاب والسياسات اللغوية.