التصعيد الجزائري مع المغرب وفرنسا مقامرة سياسية محفوفة بالمخاطر

توتر غير مسبوق بين الجزائر والمغرب وفرنسا

قراءة في عزلة النظام الجزائري الغير المسؤولة

السؤال المطروح من المستفيد من العزلة؟
وصف المؤرخ الفرنسي بيير فيرمرن، أستاذ التاريخ بجامعة باريس 1 بانتيون-سوربون، التوتر الأخير بين الجزائر وفرنسا بأنه تطور غير مسبوق يعكس عزلة النظام الجزائري في المشهدين الإفريقي والشرق أوسطي.
وأشار فيرمرن في حوار مع صحيفة “ليكسبريس” إلى أن التصعيد الجزائري جاء نتيجة اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء المغربية قبل ستة أشهر، مما أثار غضب النظام الجزائري. وأضاف أن هذا التصعيد يعتمد على خطاب قومي يهدف إلى صرف الأنظار عن الأزمات الداخلية، عبر تعبئة الشعب والجالية الجزائرية في فرنسا، لكنه اعتبر ذلك مقامرة سياسية محفوفة بالمخاطر.
وأوضح أن النظام الجزائري يعاني من فقدان حلفاء تقليديين في العالم العربي، مثل سوريا بعد تراجع دور نظام بشار الأسد، ويعتمد اليوم على قوى مثل روسيا وإيران، اللتين تواجهان تحديات دولية وتراجعًا في الشعبية.
وبيّن فيرمرن أن العلاقات الفرنسية الجزائرية شهدت توترات سابقة، لكنها اليوم أكثر تعقيدًا بسبب التحولات الجيوسياسية. كما أشار إلى استخدام الرئيس عبد المجيد تبون لخطاب معادٍ لفرنسا كأداة لحشد الدعم الشعبي داخليًا، مستعينًا بأسلوب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انتقاداته لفرنسا.
وأشار المؤرخ إلى أن الجالية الجزائرية في فرنسا لا تؤيد هذا الخطاب العدائي، إذ تخشى تداعياته وسط تصاعد الخطاب اليميني الفرنسي ضد الهجرة الجزائرية. كما أن الشباب الجزائري داخل البلاد يركز على التحديات الاقتصادية بدلاً من الانشغال بالخطابات القومية.
وفي ختام حديثه، شدد فيرمرن على أن استمرار التوتر بين الجزائر وفرنسا أمر غير مستدام نظرًا للروابط الاقتصادية والأمنية بين البلدين. لكنه دعا الجزائر إلى إعادة صياغة دورها الإقليمي، والابتعاد عن الخطابات الشعبوية، في ظل التغيرات الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد