الأميرة للا حسناء.. تفتتح معرض ” الزربية الرباطية، نسيج من الفنون ” بأدربيجان.
بقلب العاصمة الأذربيجانية ( باكو ) وعلى ضفاف بحر قزوين، يتربع المتحف الوطني للسجاد، تحفة فنية مصممة على شكل سجاد تقليدي عملاق، مطوي بأناقة مبهرة، يقدم دعوة مفتوحة لاكتشاف جمال التراث الاذربيجاني.
بهذه المعلمة حلت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، لافتتاح معرض “الزربية الرباطية، نسيج من الفنون” بالمتحف الوطني للسجاد الأذربيجاني بباكو، ويعد هذا الافتتاح تكريما رفيعا للمهارات الحرفية التقليدية العريقة وللحوار الثقافي بين المملكة وهذا البلد الآسيوي.
إثر ذلك قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، والسيدة ليلى علييفا نائبة رئيسة مؤسسة حيضر علييف، والسيدة أورزو علييفا رئيسة مركز باكو للاعلام، بافتتاح ” المعرض الرقمي للزربية الرباطية – نسيج من الفنون “.
وتحتفي هذه التظاهرة رفيعة المستوى بواحد من كنوز التراث اللامادي المغربي: المتمثل في الزربية الرباطية التي تتميز برونق زخارفها وبراعة نسجها وغنى جذورها الثقافية، كما تسلط الضوء بالخصوص، على مهارة الحرفيات الرباطيات اللائي يحافظن على فن رفيع يتوارث جيلا بعد جيل. فمن خلال حركات دقيقة وإبداعهن، تنقل هؤلاء النسوة مهارات متجذرة تجسد روح الزربية الرباطية.
ويقدم المعرض أيضا صورا فوتوغرافية توثيقية وفنية مختارة ترسم مختلف مراحل نسج الزربية الرباطية، منذ التصميم وصولا إلى النسج النهائي، بالموازاة مع تلك المنجزة من قبل الحرفيات في باكو.
وتتمثل أبرز محطة في هذا المسار الفني، في حوار بصري فريد من نوعه بين زربية رباطية تقليدية، من مجموعات المتحف الوطني للنسيج والسجاد “دار سي عيسى” بمراكش، وسجاد تاريخي من منطقة غازاخ-غيماغلي في أزدربيجان. ويظهر هذا التقابل أوجه تقارب مثيرة في تقنيات النسيج، والزخارف الرمزية والألوان المختارة، مما يكشف عن الطابع العالمي للغة الفنية وغنى التبادل الثقافي.
ويتيح هذا المسار الذي أقيم ببراعة في فضاء سينوغرافي، رؤية جمالية الحركة الفنية، كما يمنح للزائر فرصة انغماس ملموس في عالم حرفيات النسيج، مما يشكل تنويها بمساهمتهن الجوهرية في الحفاظ على التراث.
وبهذا المعرض، وقفت الزربية الرباطية شامخة كرمز للأصالة المغربية، حاملة معها عبق التاريخ ورقي الصنعة، وشكلت بذلك حضورا فنيا لافتا، يعكس تميز الحرف المغربية التقليدية، زربية أكدت حضورها كسفيرة لإرث مغربي ينسج خيوط التواصل الحضاري والارث الإنساني العابر للحدود.