وضع نسخ مصغّرة من القرآن الكريم على سيارات في عدة مناطق بمدينة لييج
مجلة الجالية
ظهور مفاجئ لمصاحف صغيرة على سيارات في لييج يثير التساؤلات والقلق
في مشهد غير معتاد، فوجئ سكان عدد من أحياء لييج صباح اليوم، من بينها درواكس، كوروموز، بريسو، لوندو، أوترموز، وقنطرة تشيرتشل ومارسيليس، بوجود مصاحف صغيرة موضوعة بعناية على الزجاج الأمامي لسياراتهم. النسخ، التي لا يتجاوز ارتفاعها بضعة سنتيمترات، كُتبت باللغة الفرنسية، وأثارت موجة من التساؤلات حول الهدف من توزيعها بهذه الطريقة.
تراوحت ردود الفعل بين الفضول والقلق، وسط تساؤلات عمّا إذا كانت هذه الخطوة مبادرة دعوية، أم تعبيرًا عن التعايش، أم استفزازًا مقصودًا، أم حتى هدية رمزية. ومع ذلك، فإن إجماع السكان سواء من المسلمين أو غيرهم تمثل في الإحساس بعدم الارتياح لهذا الظهور المفاجئ.
قوات الشرطة في لييج تدخلت سريعًا، حيث باشرت صباح اليوم بجمع هذه النسخ من مختلف المواقع، وقد تمّ حتى الظهيرة جمع نحو 800 نسخة. وأعلنت السلطات أن تحقيقًا قد فُتح، يشمل مراجعة كاميرات المراقبة، حيث تم رصد شخصين يُشتبه في صلتهما بالحادث، لكن الدوافع لا تزال غير واضحة، ولم تُسجّل أي خروقات قانونية حتى الآن.
أحد الأئمة الذين تحدثنا إليهم أشار إلى أن ما جرى قد يكون محاولة تبشير “غير موفقة”، مؤكدًا أن نشر القرآن الكريم يستوجب احترام السياق والطريقة. وأضاف أن المسلمين يقدسون كتابهم، لكن “فرضه” على الآخرين يتعارض مع مبادئ الإسلام ذاتها.
من جهته، عبّر أحد سكان الحي من المسلمين عن قلقه قائلاً: “هذا النوع من التصرفات قد يُساء فهمه، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية تضرّ بنا أكثر مما تفيدنا”، مؤكدًا أن الإسلام يقوم على حرية الاختيار لا على الإكراه.