مادورو يؤدي اليمين لولاية ثالثة وسط انتقادات حادة من المعارضة والغرب
مجلة الجالية
في مراسم رسمية أقيمت يوم الجمعة في كراكاس، أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثالثة تمتد لست سنوات، رغم الاحتجاجات الواسعة التي أطلقتها المعارضة، والتي وصفت هذه الخطوة بأنها “انقلاب”.
وفي كلمة ألقاها أمام الجمعية الوطنية، أعلن مادورو التزامه بتحقيق “السلام والرخاء والمساواة والديمقراطية الجديدة”، ليُعلن رئيس الجمعية الوطنية، خورخي رودريغيز، أن مادورو أصبح رئيساً “دستورياً”.
عقب مراسم التنصيب التي جرت بشكل مفاجئ وبمواكبة أمنية مشددة، ارتدى مادورو وشاح الرئاسة وقلادة مفتاح تابوت سيمون بوليفار، مؤكدًا أن “هذا التنصيب الدستوري تم رغم كافة التحديات وهو انتصار كبير للديمقراطية الفنزويلية”.
شهدت المراسم حضورًا دوليًا محدودًا، حيث كان من أبرز الشخصيات المشاركة الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، ونظيره النيكاراغوي دانيال أورتيغا، إضافة إلى رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، الذي هنأ مادورو بهذه المناسبة.
في المقابل، رفضت المعارضة نتائج الانتخابات التي أسفرت عن فوز مادورو، حيث اعتبر إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي يدعي فوزه في الانتخابات الرئاسية السابقة، أن ما جرى هو “انقلاب دستوري” نفذه مادورو، داعيًا الجيش إلى عصيان الأوامر الصادرة عن النظام الحالي.
من جانبها، استبعدت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو عودة غونزاليس أوروتيا إلى فنزويلا في الوقت الراهن، مشيرةً إلى أن الظروف لم تكن ملائمة للعودة، داعيةً إلى الحفاظ على سلامته الشخصية في سبيل “إلحاق الهزيمة بالنظام”.
وفي بيان مشترك، دان تحالف “بلاتافورما يونيتاريا” المعارض مراسم التنصيب، معتبرًا أن “مادورو اغتصب السلطة بالقوة”، متجاهلًا إرادة الشعب الفنزويلي التي عبّر عنها في الانتخابات السابقة.
وقد أغلقت السلطات الفنزويلية المنطقة المحيطة بمقر الجمعية الوطنية في كراكاس، وفرضت إجراءات أمنية مشددة في أعقاب المراسم، كما فرضت قيودًا على الحدود مع كولومبيا، متهمةً قوى دولية بمحاولة زعزعة الاستقرار.
تزامن حفل التنصيب مع تصريحات منددة من دول غربية، حيث وصف البيت الأبيض الحدث بـ”المهزلة”، وفرض عقوبات جديدة على الحكومة الفنزويلية، بينما اعتبرت لندن تنصيب مادورو “غير شرعي” وأعلنت فرض عقوبات جديدة على شخصيات بارزة في حكومته. من جهتها، عبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عن رفض الاتحاد الاعتراف بشرعية مادورو، مؤكدةً دعم الاتحاد لمن يدافعون عن القيم الديمقراطية في فنزويلا.
في سياق متصل، دعا كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى استئناف الحوار بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا، معربين عن استعداد بلديهما للمساعدة في استعادة الديمقراطية والاستقرار في البلاد.
تستمر التوترات الداخلية في فنزويلا، حيث خرجت مظاهرات مناهضة لمادورو، قابلتها السلطات بالقوة، مما أدى إلى مقتل العشرات واعتقال العديد من المتظاهرين. ومع تصاعد الاحتجاجات، يبقى الجيش الفنزويلي أحد الأعمدة الأساسية التي يعتمد عليها مادورو في تعزيز سلطته، بينما يواصل النظام قمع أي شكل من أشكال المعارضة.
وفيما يتابع المجتمع الدولي الوضع في فنزويلا بقلق، دعت الأمم المتحدة إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين، مؤكدةً ضرورة احترام حقوق الإنسان وضمان العودة إلى الديمقراطية.