فنون مغربية: العيطة الجبلية وروادها ( تتمة )
يمثل فن العيطة الجبلية جزءا من ثقافة منطقة جبالة المغربية ألمتنوعة، فقد عرف به الانسان الجبلي منذ ألقدم، يعبر من خلاله عما يحس به من إنتماء لهذه المناطق المتميزة من المملكة ألمغربية، لذلك نجده حاضرا في جميع المناسبات، فنجده مثلا في الأعراس والمناسبات الدينية والوطنية والمهرجانات، الأمر الذي جعل هذا الفن يجسد تفاعل الإنسان الجبلي مع يومه المعاش بكل مظاهره وطقوسه.
يهتم فن العيطة الجبلية بإظهار جمال التضاريس الجبلية، والتغني بطبيعة المنطقة خصوصياتها، كما يحكي عن الجهاد والمعارك خلال مقاومة المغاربة للغزاة البرتغاليين والإسبان والفرنسيين، كما يتغنى أيضا بالحب والغزل والعشق المقتبس من الأنماط الأندلسية.
تعرف منطقة جبالة بشمال المغرب، نشاطا موسيقيا في إطار العيطة الجبلية، ومعظم الفرق الغنائية تنتشر في مناطق طنجة – تطوان – شفشاون والعرائش – القصرالكبير وتاونات، كما أن عددا من هذه الفرق يزاوج بين العزف الإلي ً الطبل والغيطةًً والغناء الذي تصاحبه ً الكمنجة ً(الكمان).
محمد العروسي رائد العيطة الجبلية.
يعتبر الفنان محمد العروسي شيخ الطرب الجبلي ومن أبرز رواد العيطة الجبلية، والمتربع على عرش الطقطوقة الجبلية بلا منازع، والذي طور هذا الفن ورقى به إلى العالمية، فلقنه للأجيال اللاحقة للحفاظ على هذا الموروث الثقافي القديم، وهو إلى جانب ذلك يعتبر قطب من أقطاب الثقافة الشعبية في شمال المغرب إلى جانب كل من الشيوخ المختار العروسي وأحمد الكرفطي والحاجي السريفي والفنانة شامة الزاز.
المرحوم الحاج محمد العروسي واسمه الحقيقي محمد ولد اطريريف لأن والده كانت له حرفة حراز (طراف)، من مواليد 14 يناير 1934 بدوار دركول تافرانت قبيلة بني زروال دائرة غفساي إقليم تاونات، من أسرة تتعاطى الفلاحة، قرأ في الكتاب القرآني، وبعد ذلك
إلتحق بشيوخ التراث الشعبي قصد تعلم أصول الغناء والطرب على يد الشيخ المفضل الطريرف والشيخ أحمد بلمكي والشيخ ابن التهامي.
يتبع…