صراع المغرب الكبير: محاولات تقسيمه وصمود الوحدة المغاربية

بعد التأكيد على موقفهم السابق بشأن التكتل الثلاثي “المشبوه” الذي تسعى الجزائر لتأسيسه في المنطقة المغاربية، أُرسل مبعوث من المجلس الرئاسي الليبي إلى المغرب، حاملاً رسالة خطية من رئيس المجلس، ليتمم بذلك اللقاء التشاوري الذي جمع قادة المنطقة في تونس. خلال هذه الزيارة، أكد أبو بكر إبراهيم الطويل، القائم بأعمال السفارة الليبية بالمغرب، أهمية العلاقات بين البلدين ودور الرباط في الحوار السياسي في ليبيا. كما أشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الاندماج المغاربي وتعزيز دور الاتحاد المغاربي في تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.

تُعكس هذه الزيارة والمواقف المعبر عنها إرادة مكونات الساحة السياسية في ليبيا للتمسك بالقيم الأساسية للتكتل المغاربي، ورفضهم التام لمحاولات الجزائر في تقسيم المنطقة وعرقلة تطلعات شعوبها. سبق لمسؤولين ليبيين أن أكدوا رفضهم لهذه المحاولات، مشيرين إلى أن مشاركة ليبيا في الاجتماعات الثلاثية تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق الأمن والاستقرار.

من جانبه، أوضح مصدر ليبي مسؤول أن اهتمام المجلس الرئاسي الليبي حالياً يتركز على تأمين الحدود ومكافحة التنظيمات المسلحة، وأن المشاركة في الاجتماعات الثلاثية تأتي في هذا السياق، مع التأكيد على أهمية إعادة إحياء الاتحاد المغاربي.

بالتزامن مع ذلك، أشار مصطفى رحاب، أكاديمي ليبي، إلى أن الجهود التي بذلت لتنظيم هذه الاجتماعات تهدف إلى إنشاء هيئة موازية لاتحاد المغرب العربي، مع استبعاد المغرب وموريتانيا، وذلك بهدف تقليل دورهما القيادي في الشؤون المغاربية، خاصة في القضايا المتعلقة بليبيا. ورأى أن المجلس الرئاسي الليبي أخطأ في فهم مغزى هذه اللقاءات وتأخر في إعلام المغرب بمشاركته، مما دفعهم إلى إرسال مبعوث لتصحيح الخطأ.

يؤكد الأكاديمي الليبي على أن جميع المحاولات لإضعاف اتحاد الدول المغاربية لن تنجح بسبب إصرار الشعوب المغربية على الحفاظ على هذا الاتحاد، الذي يعود أصوله إلى قمة طنجة في أواخر الخمسينيات، والذي يعتبر حلماً يسعى الشباب المغاربي إلى تحقيقه. في هذا السياق، لم تصدر السلطات التونسية أي موقف رسمي بخصوص المحاولات الجزائرية لتقسيم المغرب الكبير، مما يثير تساؤلات حول مدى دعمها لهذه المحاولات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد