تعزيز التعاون بين المغرب وموريتانيا في مجال الطاقة: نحو شراكة استراتيجية مستدامة

في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، تم التوقيع يوم الخميس 23 يناير 2025 بالرباط على مذكرة تفاهم تهدف إلى تطوير الشراكة في قطاعي الكهرباء والطاقات المتجددة بين البلدين. وقع هذه المذكرة كل من وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، ليلى بنعلي، ووزير الطاقة والنفط الموريتاني، محمد ولد خالد.

تهدف هذه المذكرة إلى تعزيز التعاون في مجالات حيوية تشمل تنفيذ مشاريع لتزويد المناطق القروية بالكهرباء، وتعزيز مبادرات الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى دراسة إنشاء مشروع ربط كهربائي بين البلدين. يُتوقع أن يسهم هذا الربط في تحسين استقرار الشبكات الكهربائية، وتوفير إمدادات كهرباء تنافسية، وتعزيز التكامل الطاقي الذي يدعم التنمية المستدامة في كلا البلدين.

من جانبه، أكد الوزير الموريتاني أن هذه المذكرة تجسد روح الأخوة والعلاقات المتميزة بين البلدين، معربًا عن تطلعه إلى الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى طموحات قائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

يُذكر أن هذا التعاون يأتي في سياق رؤية مشتركة تركز على التنمية المستدامة، وتعكس الإرادة المشتركة في تعزيز مكانة إفريقيا كقارة تمتلك إمكانات كبيرة للنمو والازدهار. كما يُتوقع أن تستفيد موريتانيا من تجربة المغرب الرائدة في مجال إنتاج الكهرباء، خاصة في ما يتعلق بتغطية جميع مناطقه بالكهرباء، والسعي إلى إنتاج 52% من احتياجاته عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

هذا التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة يفتح آفاقًا واسعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدين، ويعزز التكامل الإقليمي في مجال الطاقة، مما يساهم في تحقيق أمن الطاقة وتنويع مصادرها، ويعكس التزام البلدين بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

بقلم علي تستاوت
خبير في الهندسة المدنية والطاقات المتجددة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد