الملك يحيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة على المجلس العلمي الأعلى
أعلن الديوان الملكي أن أمير المؤمنين رئيس المجلس العلمي الأعلى، تفضل بإصدار توجيهاته السامية للمجلس قصد دراسة المسائل الواردة في بعض مقترحات الهيأة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف ومقاصده السمحة، ورفع فتوى بشأنها للنظر السامي لجلالته في إشارة الى ان مثل هذه الإحالة الملكية توجه حصرا إلى المؤسسة التي أوكلها الدستور صلاحية إصدار الفتوى.
وكان جلالة الملك أمير المؤمنين قد أرفق إحالة بعض مقترحات الهيأة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة على المجلس العلمي الأعلى، بوصايا تدعو علماءه إلى اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح البناء قبل إصدار فتوى جماعية، تنطلق من توابث الدين الإسلامي الحنيف وتستحضر فضائل الاجتهاد والاعتدال، وتنشد المصلحة الفضلى للأسرة المغربية.
وأوضح بلاغ الديوان الملكي أن الإحالة الملكية تأتي بعد انتهاء الهيأة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة من مهامها داخل الاجل المحدد لها، ورفع مقترحاتها إلى العاهل المغربي الذي اقتضى بالنظر لتعلق بعض المقترحات بنصوص دينية، إحالة الأمر إلى المجلس العلمي الأعلى الذي يعتبره الفصل 41 من الدستور الجهة الوحيدة المخول لها إصدار الفتاوى، التي تعتمد رسميا على اعتبار أن ذلك من جوهر اختصاصات إمارة المؤمنين، وحرص جلالته على توسيع المسار التشاوري بخصوص مراجعة أحكام مدونة الأسرة بما يستجيب لانتظارات المواطنات والمواطنين، وتكرس احترام جلالته لعمل المؤسسات الدستورية الوطنية عبر إشراك مؤسسة المجلس العلمي الأعلى في النظر في بعض المقترحات التي لها ارتباط بنصوص دينية تتعلق بقضايا الأسرة.
ودعا الملك محمد السادس أمير المؤمنين المجلس العلمي الأعلى وهو يفتي في ما هو معروض عليه من مقترحات إلى استحضار مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى رئيس الحكومة، والداعية إلى اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح البناء في ظل الضابط الذي طالما عبر عنه جلالته من عدم السماح بتحليل الحرام ولا بتحريم الحلال.
ومن شأن استشارة المجلس العلمي الأعلى في المقتضيات الدينية المرتبطة بمدونة الأسرة، أن تعزز المقترحات التي رفعتها الهيأة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة إلى العاهل المغربي، وتدعم كذلك باب الاجتهاد لاستنباط مصلحة الأسرة من تعاليم الدين الإسلامي ووسطية أحكامه واعتدال منهجه.