اللغة الأمازيغية في مليلية المحتلة خطوة نحو تعزيز الهوية وحماية التراث

فعالية علمية وثقافية إحتفت باللغة الأمازيغية في مليلية المحتلة تحت عنوان

**الأمازيغية إرثٌ عريق وهوية مشتركة**

شهدت مدينة مليلية المحتلة يوم الجمعة 17 يناير تنظيم فعالية علمية وثقافية بعنوان “الأمازيغية في مليلية: لغة أوروبية”، احتضنها مستشفى الملك بحضور شخصيات بارزة من بينها رئيس المدينة خوان خوسيه إمبرودا، والمستشارة الثقافية فاضلة موهتار، ومدير التراث الثقافي إغناثيو رويز، إلى جانب أستاذ الدراسات الأمازيغية بجامعة قادش محمد تلمتين.

افتُتحت الفعالية بكلمة رئيس المدينة الذي شدد على الطابع التكاملي لمليلية، واعتبر تعزيز الأمازيغية واجبًا ديمقراطيًا يعكس قيم الحرية والتعدد الثقافي. وأكد أن الأمازيغية ليست مجرد لغة، بل جزء أصيل من التراث الثقافي الإسباني، ما يجعل حمايتها وتعزيزها مسؤولية مشتركة.

من جهته، أوضح إغناثيو رويز، مدير التراث الثقافي، أن اللغة الأمازيغية تشكل جزءًا لا يتجزأ من فسيفساء اللغات التي تزخر بها الثقافة الإسبانية، إلى جانب الجاليكية والكاتالونية. وأبرز أهمية حماية هذه اللغة باعتبارها تراثًا ثقافيًا عالميًا يعبر عن عمق تاريخي وحضاري يمتد عبر العصور.

تعزيز الهوية المشتركة من خلال اللغة الأمازيغية
أشادت فاضلة موهتار، المستشارة الثقافية، بالخطوات الملموسة لتعزيز الأمازيغية في مليلية المحتلة، مؤكدة أن هذه الجهود تشمل دعم الأنشطة الثقافية، وتوسيع دائرة البحث العلمي، وإطلاق برامج تعليمية لتعليم اللغة الأمازيغية وتطويرها. ووصفت موهتار الأمازيغية بأنها لغة تعبّر عن كل سكان مليلية وليس عن فئة بعينها، داعية إلى تجاوز الحواجز الثقافية والانقسامات الاجتماعية من خلال هذا الإرث المشترك.

مشاركة أكاديمية دولية
تميّزت الفعالية بمشاركة نخبة من الأكاديميين الأوروبيين المتخصصين في الدراسات الأمازيغية. قدمت الأستاذة آنا ماريا دي تولّا من جامعة نابولي مداخلة حول العمق التاريخي للغة الأمازيغية. كما شاركت الأستاذة مليكة أسام من جامعة إيكس-أن-بروفانس الفرنسية عبر الفيديو لتسلط الضوء على الهياكل الاجتماعية الأمازيغية ودورها في تعزيز التماسك المجتمعي.

مشاريع مستقبلية لحماية التراث الأمازيغي
ناقشت الجلسات مقترحات لتعزيز اللغة الأمازيغية على الصعيدين الأوروبي والعالمي، مع التركيز على ميثاق حماية اللغات الإقليمية والأقليات. واختُتمت الفعالية بجلسة تناولت مشاريع لتحويل مليلية إلى مركز رائد لدراسة وحماية اللغة الأمازيغية، مما يساهم في تعزيز مكانة المدينة كفضاء يحتضن التنوع الثقافي ويحافظ على التراث اللغوي.

تأتي هذه الفعالية كجزء من جهود مستمرة لتعزيز التفاهم الثقافي وحماية الإرث الأمازيغي، في خطوة تعكس التزام مليلية المحتلة بإبراز هويتها الفريدة في إطار التعددية الثقافية التي تميز إسبانيا وأوروبا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد