من يتجرأ ليعطي للبيضاويين درس في الوطنية؟

جماهير الوداد، والوطنية التي انطلقت من قلب الدار البيضاء
هل يجرؤ أحدا على إعطاء دروس في الوطنية للبيضاويين؟ فؤاد مسكوت مثالاً!
في تصريح أثار الكثير من الجدل والاستنكار، خرج فؤاد مسكوت، رئيس الجامعة الملكية المغربية للمصارعة، بتصريح غريب عبر إحدى الإذاعات الرياضية، شكك فيه في وطنية الجماهير البيضاوية، وبالأخص جماهير نادي الوداد الرياضي والرجاء البيضاوي. وهو ما طرح سؤالاً كبيراً: من يكون مسكوت ليمنح دروساً في الوطنية؟ وما تاريخه الرياضي حتى يتحدث بهذا التعالي عن جمهور صنع التاريخ؟
فؤاد مسكوت، الذي يترأس جامعة المصارعة منذ أكثر من 12 سنة، لم يحقق خلالها لا ميدالية أولمبية، ولا لقب قاري يُذكر، وظلت الجامعة خلال فترة رئاسته خارج دائرة الإنجازات، وسط اتهامات بالتسيير الضعيف وانعدام الرؤية المستقبلية. “صفر ميدالية، صفر لقب”، كما يصفه الكثيرون، ومع ذلك اختار أن ينصب نفسه حَكَماً في الوطنية، وهو الأبعد عن إعطاء الدروس في الوطنية في نظر الشارع الرياضي المغربي.
الدار البيضاء، المدينة التي منها انطلقت شرارة الوطنية، كانت ولا تزال قلعة من قلاع النضال، والثقافة، والرياضة. ومن أحيائها العريقة، من المدينة القديمة وعرسة الزرقطونيإلى شارع الفداء و درب السلطان، خرجت أجيال شرفت البلاد ورفعت راية المغرب عاليًا في الميادين كافة. وفي قلب هذه الهوية، وُلد نادي الوداد الرياضي، نادي الأمة والرجاء من أبناء الشعب، والوداد الذي لم يكن مجرد فريق كرة قدم، بل مؤسسة وطنية قاومت الاستعمار وكانت جزءاً من هوية المغاربة الأحرار.
جماهير الوداد، المعروفة بوفائها وغيرتها على الراية الوطنية، لطالما كانت في الموعد داخل وخارج الميادين، دعماً للمنتخبات الوطنية ووقوفاً بجانب القضايا الكبرى للوطن. فكيف يتجرأ من لم يُسجل في دفتر الوطن إلا بسجل من الإخفاقات، على أن يشكك في وطنية من صنعوا الأمجاد ورفعوا اسم المغرب في أرقى المنابر الكروية؟
الوطنية ليست تصريحاً إذاعياً، وليست منبر يتقلده البعض بغير استحقاق. الوطنية فعل، وتضحية، وولاء نابع من قلب الشعب… والشعب يعرف من يحبه ويخدمه، ومن يركب موجة الوطنية لتغطية بها فشله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد