مجموعة الأزمات الدولية: التوتر المغربي الجزائري مستمر دون أفق للتسوية
مجلة الجالية
أفادت مجموعة الأزمات الدولية، المتخصصة في قضايا الحرب والسلم، بأن الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب لا تزال تراوح مكانها دون بوادر حل قريب، مع تصاعد التوترات الناتجة عن تباين استراتيجيات البلدين. ففي حين تنتهج الرباط سياسة خارجية جريئة ترتكز على تعزيز شراكاتها الدولية، تُعبر الجزائر عن مخاوف متزايدة حيال قضايا أمنها القومي.
وأوضح تقرير المجموعة أن جذور التوتر تعود إلى قرار الجزائر في أغسطس 2021 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهمة إياه بدعم حركة استقلال القبائل وتطبيع علاقاته مع إسرائيل، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها. كما ساهم ملف الصحراء في تعميق الأزمة، إذ يدعم المغرب مخطط الحكم الذاتي المدعوم دوليًا، بينما تواصل الجزائر دعم جبهة البوليساريو المطالبة باستفتاء لتقرير المصير.
وتطرّق التقرير إلى الحوادث الأمنية الأخيرة في منطقة الصحراء، مثل استهداف شاحنات جزائرية وهجمات البوليساريو، التي زادت من حدة التوتر. ورغم ذلك، يرى التقرير أن الطرفين يتجنبان الانجرار إلى حرب مفتوحة، حيث يبقى ضبط النفس هو الخيار الأرجح لتفادي عواقب كارثية.
وأشار التقرير إلى دور الولايات المتحدة في تهدئة الأوضاع عبر تبني سياسة متوازنة خلال ولاية الرئيس جو بايدن. لكن عودة دونالد ترامب للرئاسة أثارت مخاوف الجزائر، بالنظر إلى دعمه السابق للمغرب واعترافه بسيادته على الصحراء.
ويرى مراقبون أن غياب تدخل دولي فعال قد يؤدي إلى تفاقم التوتر، مما يضع مسؤولية الاستقرار الإقليمي على عاتق الاتحاد الأوروبي، في وقت يبقى خيار التصعيد العسكري الشامل مستبعدًا بفعل الحرص المتبادل على تجنب المواجهة المباشرة.