شبكات الحافلات الكهربائية في المغرب: نحو بيئة حضرية مستدامة بحلول 2030
يشهد المغرب تحولات كبيرة في مجال النقل الحضري، حيث تُعد شبكات الحافلات الكهربائية من بين الحلول المستقبلية التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات وتحقيق تنمية مستدامة في المدن الكبرى. في إطار رؤية 2030، يسعى المغرب إلى تبني هذه الحلول لتلبية احتياجات التنقل الحضري وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
تعتبر شبكة الحافلات الكهربائية في الدار البيضاء من أبرز المشاريع التي تم تنفيذها مؤخرًا، حيث شهدت المدينة تشغيل أولى الحافلات الكهربائية في عام 2020. هذه المبادرة تهدف إلى تخفيف الازدحام المروري وتقليل التلوث البيئي. من خلال الاعتماد على الكهرباء بدلاً من الوقود، فإن هذه الحافلات تساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحسين جودة الهواء في المدينة. بلغ عدد الحافلات الكهربائية في الدار البيضاء في 2023 حوالي 50 حافلة، مع خطط لتوسيع هذا العدد إلى 150 حافلة بحلول عام 2025 لا يتوقف عند الدار البيضاء، بل يمتد إلى مدن أخرى مثل الرباط ومراكش، حيث تعمل السلطات المحلية على تنفيذ خطط لتوسيع هذه الشبكات باستخدام تقنيات متطورة. من المتوقع أن تشمل هذه الخطط إطلاق شبكة حافلات كهربائية جديدة في مدينة فاس في عام 2024، ما يعكس التزام الحكومة بتطوير حلول نقل أكثر استدامة. تهدف هذه المشاريع إلى تحقيق انتقال حضري مستدام يعزز من الراحة في التنقل ويواكب النمو السكاني المتسارع.
من خلال تطوير الشبكات الكهربائية، يتطلع المغرب إلى جعل النقل العمومي أكثر كفاءة وصديقًا للبيئة بحلول عام 2030. ومع استهداف توسيع هذه الشبكات لتشمل جميع المناطق الكبرى، يعتبر هذا التحول جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز الاستدامة وتقليل الضغط على الأنظمة التقليدية للنقل.
بقلم علي تستاوت خبير في الهندسة المدنية والتنمية المستدامة