انتقادات لتأخر البرلمان والأحزاب في تفعيل الدبلوماسية الموازية لقضية الصحراء

مجلة الجالية

في ضل خطاب جلالة الملك للبرلمان والأحزاب السياسية عن غياب الخطوات الفعالة لتفعيل الدبلوماسية الموازية…….

وجه أكاديميون وسياسيون مجموعة من الملاحظات حول “تأخر” بعض المؤسسات والمرافق العمومية في الوفاء بمسؤولياتها فيما يتعلق بالترافع عن قضية الصحراء المغربية. وقد أشاروا إلى أن مؤسستين رئيسيتين، هما البرلمان والأحزاب السياسية، لا تزالان لم تتخذان بعد خطوات عملية تواكب دعوة جلالة الملك محمد السادس لتفعيل الدبلوماسية الموازية وتعزيز الانتصارات في هذا الملف.
خلال ندوة فكرية نظمتها مؤسسة “أثر لقضايا النوع والطفولة والشباب”، بالتعاون مع كلية علوم التربية في الرباط، أكد المشاركون أن دور الجامعة في دعم قضية الصحراء المغربية لا يزال غير واضح، حيث يعاني البحث العلمي في هذا المجال من قصور، ويعجز الطلاب عن الوصول إلى معطيات تاريخية هامة تسهم في دعم هذا الملف.
وفي هذا السياق، أكد عبد الرحيم بوعيدة، السياسي والأستاذ الجامعي، على أن خطاب الملك محمد السادس في افتتاح الدورة الربيعية من السنة التشريعية شكل تحولًا مهمًا في طريقة التعامل مع قضية الصحراء، مشيرًا إلى أن انتصارات المملكة في هذا الملف كانت نتيجة لدبلوماسية الملك، مما يثير تساؤلات حول دور المؤسسات التشريعية والأحزاب السياسية في تفعيل هذه التوجيهات. وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة النظر في آليات الخطاب السياسي، مبرزًا ضرورة توعية الفاعلين السياسيين بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم، لاسيما في ظل دعم دول مثل إسبانيا لمغربية الصحراء.
بدوره، أشار عبد الكريم بنعتيق، الفاعل السياسي والوزير السابق المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، إلى توفر كافة الوثائق والأسانيد اللازمة لدعم قضية الصحراء، مستعرضًا عددًا من المعطيات التاريخية التي تثبت سيادة المغرب على صحرائه منذ قرون. وأكد على أهمية هذه الوثائق في تعزيز الترافع الدبلوماسي ورفع الوعي الدولي بشأن عدالة القضية الوطنية.
من جانبها، تحدثت خديجة الزومي، الفاعلة السياسية والنقابية، عن أهمية مشاريع التنمية في الصحراء، مشيرة إلى أنها تعكس جزءًا من الدبلوماسية الاقتصادية التي يعززها الملك، مثل المبادرة الأطلسية التي ستعود بالنفع على جميع البلدان الإفريقية. وأضافت أن هذه المشاريع تشكل دعمًا قويًا لمغربية الصحراء وتعكس التحولات الإيجابية في مواقف الدول تجاه القضية.
وفي هذا السياق، دعا نور الدين بلحداد، أستاذ جامعي وخبير في قضية الصحراء، إلى ضرورة تمكين الطلبة من الاطلاع على الوثائق التاريخية التي تدعم مغربية الصحراء، مشيرًا إلى أن التاريخ يقدم العديد من الدلائل على سيادة المغرب على الصحراء منذ القرون الماضية.
أما محمد بودن، الخبير في الشؤون الدولية، فقد لفت الانتباه إلى أهمية الترافع السياسي من أجل توضيح المفاهيم المتعلقة بحل الحكم الذاتي، مشددًا على ضرورة أن تشمل الدبلوماسية التشاركية الكفاءة والخبرة في كافة جوانب ملف الصحراء، فضلًا عن أهمية بناء شبكة علاقات عامة موجهة نحو توعية المجتمع الدولي بالحقائق التاريخية والقانونية التي تدعم سيادة المغرب على صحرائه.
إجمالاً، يشدد المتدخلون على أن المرحلة الحالية تتطلب تكثيف الجهود في الدبلوماسية الموازية وتعزيز البحث العلمي في هذا الملف، فضلًا عن ضرورة تفعيل آليات جديدة ضمن المؤسسات السياسية والتعليمية لدعم القضية الوطنية بكل الوسائل المتاحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد