المملكة المغربية الشريفة تفتح مسار المستقبل: القطار فائق السرعة من طنجة إلى مراكش بإشراف ملكي سامٍ
في خطوة تعبّر عن الرؤية المتبصّرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أعطيت يوم الخميس 24 أبريل 2025 الانطلاقة الرسمية لأشغال الخط السككي فائق السرعة الرابط بين القنيطرة ومراكش. مشروع جديد يعكس الإرادة القوية للمملكة المغربية الشريفة في مواصلة مسارها التنموي، وتثبيت حضورها كدولة تتقن لغة التقدّم وتُتقن صناعة الغد.
الخط الجديد، الذي سيمتد على مسافة 430 كيلومترًا، سيُمكّن من ربط طنجة بمراكش في زمن لا يتعدى ساعتين وأربعين دقيقة، بسرعة تصل إلى 350 كيلومترًا في الساعة. لكنه ليس فقط مسألة وقت ومسافة، بل مشروع هندسة مدنية متكاملة، يجسّد توازنًا دقيقًا بين البنية التحتية الذكية والتنمية المستدامة. إنه استثمار في ربط جغرافي ومجتمعي واقتصادي، يتماشى مع تطلعات المملكة لاحتضان كأس العالم 2030، ومع رؤيتها الواسعة لمغرب متصل، منتج، ومتجدد.
هذا المشروع لا ينفصل عن نهج متكامل في التخطيط الحضري والهندسة المستدامة، حيث تُراعى فيه معايير الجودة والسلامة البيئية، وتُدمج فيه الطاقات النظيفة، وتُفتح فيه آفاق الشغل، وتُحترم فيه خصوصيات كل جهة من الجهات التي يعبرها القطار.
وبالنسبة لي، كخبير في الهندسة المدنية وباحث في التنمية المستدامة، أتابع هذه المشاريع بنظرة تحليلية وميدانية. وأكتب عنها كما اعتدت، لا من موقع المدح المجاني، بل من زاوية الفخر الملتزم. لأنها تعبّر عن هوية مغرب لا يقف، مغرب يتحرّك بثقة، ويعرف إلى أين يتّجه.
علي تستاوت
صحفي مغربي من الجالية – خبير في الهندسة المدنية وباحث في التنمية المستدامة