“أمالاي أوركسترا” مزيج بين التراث الأمازيغي والإبداع الحديث
أحيا الفنان والمايسترو خالد البركاوي حفلاً ضخماً بمسرح الهواء الطلق في أكادير، بمشاركة ما يقارب 80 فناناً، جمعوا بين موسيقيي الآلات العتيقة لفن الروايس العريق وموسيقيي الآلات الكلاسيكية والأوركسترا. يسعى المايسترو خالد البركاوي من خلال هذه التجربة إلى دمج عدد من الأغاني الأمازيغية مع الأداء الكلاسيكي، معتمداً على آلات موسيقية مثل الكمان، الساكسفون، الغيتار وغيرها، ما منح الحفل طابعاً فنياً فريداً.
افتُتح الحفل بقراءة الفاتحة ترحماً على روح مايسترو الرباب الفنان لحسن بلمودن، ثم أبحر الفنان البركاوي بجمهور ملأ جنبات المسرح لأكثر من ساعة ونصف، مستعرضاً أغاني خالدة من ذاكرة الإيقاعات الأمازيغية الأصيلة. أعاد البركاوي تقديم هذه الروائع في حلة جديدة، حيث انخرطت الآلات التقليدية، مثل الرباب بقيادة الأستاذ مصطفى أمال، ولوطار وتسويسيت بقيادة المايسترو حسن بومليك وفريقه، إلى جانب فرقة من عازفي الإيقاع، في تناغم مع الكمان والآلات الحديثة، لتُبدع ألحاناً غاية في الجمال أثارت تفاعل الجمهور. ومما زاد العرض تألقاً مشاركة فرقة راقصة دمجت بين الحركات التقليدية والحديثة، بأسلوب تشكيلي مبهر.
“أمالاي أوركسترا” ليس مجرد عرض موسيقي، بل هو احتفاء بالهوية الأمازيغية، حيث تلتقي الإيقاعات التقليدية بالأوركسترا الكلاسيكية في تجربة استثنائية تثري الروح وتلهم الأجيال. يحمل العرض اسمه من البرنامج الوثائقي الشهير أمالاي، الذي تبثه القناة الأولى المغربية من إعداد وإخراج الفنان خالد البركاوي، كما أنه امتداد للإبداع الذي قدمته النسخة الأولى من الأوركسترا الفيلهارمونية الأمازيغية، والتي نالت إعجاب الجماهير منذ انطلاقتها عام 2019.
رغم محدودية الإمكانيات، نجح العرض في تكريم ألحان كبار رواد ترويسا، بدءاً بالحاج بلعيد أمغار، مروراً بروائع المبدع الراحل الحاج المهدي بن امبارك، كما حضر الإيقاع الهواري والصحراوي في أبهى صوره. وقد أضفى هذا المزج الفني طابعاً أصيلاً على العرض، منسجماً مع رؤية متبصرة تسعى إلى التجديد في قوالب فنية تجمع بين الأصالة والمعاصرة بعيداً عن العشوائية. هذا العمل الفني يستحق الدعم الرسمي والتحفيز، لضمان استمرارية الأعمال الخالدة ومتابعة عشاق الفن الأمازيغي الراقي.