مغاربة ايطاليا فوق صفيح ساخن

متابعة رضوان قريب : بات مشهد مغاربة إيطاليا أمام القنصلية العامة بطورينو صفحة قرأت بكل اللغات وتناقلتها جميع الوكالات لما للوضع من خصوصية في الوقت الذي يعيش المغرب حكامة دبلوماسية وازنة جعلته مشعا في الحقل الدولي. ماذا حدث إذن بقنصلية طورينو ؟ و من يتحمل مسؤولية ما وقع ؟ 
الأحداث تعود إلى يوم السبت 6 مارس، حيث استيقظ سكان الاحياء المحادية للقنصلية العامة بمدينة طورينو الايطالية على مشهد غير مالوف، طوابير من المهاجرين المغاربة تجمهروا امام الباب الرئيسي للقنصلية العامة في اطارالمواعيد الاستتنائية  التي تفتحها القنصليات يوم العطل الاسبوعية بين الفينة و الاخرى لتسريع وتيرة العمل و تسوية الملفات العالقة لكن ومع مرور الوقت اكتض أمام القنصلية بالناس و تعالت بعض الاصوات و كثرت الصيحات فعمت الفوضى بالشارع العام مما دفع القوات العمومية الى التحرك و اتخاد ما يلزم لاعادة استتباب الامن و الهدوء للمكان. 
 و بعد ربطنا الاتصال ببعض المرتفقين من أبناء الجالية التي كانت حاضرة هناك،  اعرب السيد ب م عن امتعاضه و اسفه عن الطريقة التي يتعامل بها اطر القنصلية مع ملفات المهاجر و الانعدام التام للتواصل عبر الهاتف من اجل الاستفسار عن مصير الملفات.
كما اكدت نفس الامر السيدة س.م وبل اضافت انها تقطع 300 كلم ذهابا و 300 كلم ايابا لمدة ثلاتة أشهر و لم تضفر بعد باستصدار مجرد موعد لايداع طلبها ففي كل مرة تواجه بمبرر زاءف و تناشد بحرقة منقطعة النضير الجهات الوصية بالتدخل لوقف هذه المهزلة على حد تعبيرها و الضرب على ايادي المتلاعبين بحقوق المواطنين.
اما خ.س فيتكلم بحرقة عن المؤسسة كبناية حيت تفتقر لأبسط مواصفات مؤسسة دبلوماسية:  بناية مهترءة لا تكاد تتوفر حتى على كراسي مريحة و لا مراحيض. 
سعيا نحو أكبر قدر من الموضوعية و التزاما بمبدأ الحياد اتصلنا بالسيد عبد المالك اشركي القنصل العام للمملكة المغريبة بطورينو لنسأله عن حقيقة ما وقع فأجاب بأنه بالفعل كانت هناك فوضى أمام القنصلية في الساعة الاولى يوم السبت 6 مارس بعد فتح ابواب القنصلية،  و انها لا تليق لا بمؤسسة و لا بمواطنينن مغاربة خصوصا و أننا ما كنا لنصل إلى تلك الوضعية لو ان “أفراد الجالية” كانوا على علم جيد بالهدف الذي من أجله فتحت القنصلية أبوابها ذات اليوم. 
ليردف قائلا : كي نخفف قليلا من الضغط على الخدمات القنصلية، ارتأينا ان نخصص يوم السبت فقط لتسليم البطاقات الوطنية و جوازات السفر فقمنا بإرسال إعلانات هنا و هناك منذ اكثر من اسبوعين قبل الموعد المحدد، و أخبرنا رؤساء الجمعيات و “المساجد” و كذلك الفاعلين الجمعويين حتى يعم الخبر،  لنتفاجأ يوم السبت بعدد غفير من ابناء الجالية ممن قدم من أجل إجراءات إدارية أخرى.  
و أضاف السيد القنصل ان من ” المغاربة” من لم يقرأ الخبر من مصدره و منهم من توصل بمعلومات مضللة فكانوا ضحية “مؤامرة” حيث قيل لهم عكس ما أخبرنا به الجمعيات… ربما فيه تصفية حسابات معنا كان سببها بعض “الفاعلين الجمعويين”. 
عن تدخل رجال الأمن من أجل فض “الشجار” و التدافع يقول السيد عبد المالك اشركي القنصل العام ان القنصلية كانت عن اتصال مباشر معهم وأنه أمر عادي ان يكون هناك تدخل أمني لان القنصلية  متمركزة في حي سكني آهل بالسكان  ،فتجمهر المهاجرين  بقوة  اثار حفيظة السكان وحملهم الى استدعاء الأمن لإعادة ضبط الأمور و جعل المغاربة يدخلون في طابور منظم. كما اضاف السيد اشركي انه بعد اقل من ساعة، تمت السيطرة على الوضع، وتلبية جميع الطلبات الخاصة بسحب الجوازات وبطائق التعريف الوطنية الالكترونية. 
كما أشار ممثل المملكة بطورينو أنه و بالرغم من الظروف الاستثنائية الصحية و بالرغم من غياب مجموعة من الموظفين و الأعوان جراء إصابتهم بفيروس كورونا  استطعنا ان ندير عملنا بكل باحترافية و أن نتمكن من تقديم خدماتنا في الوقت المناسب، حيث واكبنا عملنا طيلة أيام الأسبوع  و يوم السبت بعدد محدود من الموظفين و الإداريين، مضيفا أننا استطعنا أن نقلص الطلبات المهولة التي تقاطرت علينا طيلة الأيام السابقة، و أننا استطعنا تسليم 165بطاقة وطنية وحوالي  200 جواز سفر في هذا اليوم الاستثنائي، و استطعنا تحقيق نوع من الرضائية لدى المغاربة بالرغم من الخصاص في الموظفين جراء جائحة كورونا. 
عن ما إذا كانت القنصلية تليق كبناية لمؤسسة دبلوماسية بمرافق و فضاءات تضمن للمواطن المغربي و للموظف الراحة و جودة الخدمات  يقول السيد عبد المالك اشركي : لقد حان الوقت ان تنعم قنصليتنا بطورينو ببناية اخرى مجهزة بتقنيات  حديثة تواكب التزايد المطرد للمغاربة و الذي اصبح يفوق 160.000  مواطن حسب لائحة المسجلين بالمركز القنصلي لمدينة طورينو . ولقد سبق وان قدمنا ملتمسا للوزارة لتفعيل المبادرة وحصلنا على موافقتها المبدئية. لآنها حقا واجهة دبلوماسية ولازالت تحتاج نوعا من الحكامة  “اللوجيستيكية” تناسب تطلعات مغاربة شمال غرب ايطاليا. صراحة عملنا لا يستهان به رغم وجود بعض الاكراهات امام آمال المغاربة في تحقيق اشباع تجاه هويتهم الوطنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد