فنون مغربية: العيطة الجبلية وروادها ( تتمة )

 للفنان محمد العروسي إبداعات متنوعة، فقد غنى عن المرأة والوطن والأرض والجبال، وعلى جمال الطبيعة وٍآلام الفلاحين والهجرة، كما لحن العروسي لمطربين مغاربة عدة أغاني وقصائد، وحظي بنيل عدة جوائز تكريمية في عدة مهرجانات دولية ووطنية، ونال أوسمة شرفية.

اشتهر الفنان محمد العروسي بأدائه المتميز الجميل، وبصوته الرخيم الذي ينطلق من أعماق جبال منطقة تاونات، فأطرب آذان المغاربة لعقود من الزمن بطريقة ادائه المتفردة، حيث ساهم بفنه في ايقاظ روح الوطنية والمقاومة لدى الإنسان الجبلي من أجل تحرير البلاد ومقاومة الاستعمار ألإسباني، كما أكد ذلك المقاوم والمناضل محمد المكناسي حين قال ً إن أغاني العروسي كانت من العوامل التي أججت اشتعال المقاومة ً، وبسبب أغانيه الحماسية والجريئة، تعرض الفنان للإعتقال من طرف سلطات الحماية الفرنسية سنة 1944 عن أغنيته التي ينتقد معمرا فرنسيا اسمه ًالقبطان صولي ، هذا المعمر كان يحكم المنطقة ويسلب خيرات اهلها.

كان الفنان العروسي يتعرض لعدة مضايقات من طرف الاستعمار الفرنسي، منها منعه من دخول مدينة فاس سنة 1952، وبعد إستقلال المغرب وابتداء من سنة 1958 أذاعت له الإذاعة الوطنية المغربية العديد من أغانيه، منها قصائد وأغاني وطنية رائعة نالت شهرة واسعة.

شيخ العيطة الجبلية المرحوم محمد العروسي أغنى خزانة الإذاعة الوطنية بعشرات الأغاني الخالدة فاقت 526 أغنية، وأصبح مرجعا مهما من مراجع الطرب الشعبي المغربي الأصيل، يلجأ إليه كل المهتمين بتراث وفن جبالة والباحثون في الثقافة الشعبية وعلى الخصوص الأغنية الجبلية المنتشرة في شمال غرب المغرب.

توفي الفنان المبدع المرحوم الحاج محمد العروسي يوم الجمعة 14 فبراير 2014 بعد صراع ومعاناة طويلة مع المرض عن عمر يناهز 80 عاما.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد